شهدت مدينة الإسكندرية مؤخراً حادثة مؤلمة بانهيار عقار سكني في منطقة محرم بك، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة آخرين، فيما لا تزال عمليات البحث عن المفقودين تحت الأنقاض جارية. هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، لكنها أثارت جدلاً واسعاً وتساؤلات متجددة حول أسباب هذه المآسي المتكررة، ودور الرقابة الهندسية في منع وقوعها.
- تفاصيل الحادثة: ماذا حدث؟
انهار العقار المكون من 6 طوابق بشكل مفاجئ فجر الأربعاء الماضي، بينما كان سكانه نائمين. أشارت التحقيقات الأولية إلى أن العقار كان قد صدر له قرار ترميم منذ عدة سنوات، لكنه لم يتم تنفيذه. وأفاد شهود عيان بأن البناء كان يعاني من تصدعات واضحة قبل الانهيار. - أسباب تكرار حوادث انهيار العقارات في مصر
العقارات المخالفة
تُعد مشكلة البناء المخالف واحدة من أكبر الأزمات التي تعاني منها الإسكندرية وغيرها من المدن المصرية. تشير الإحصائيات إلى وجود أكثر من 130,000 عقار مخالف بالإسكندرية وحدها، ما يمثل قنبلة موقوتة تهدد حياة الآلاف.
غياب الصيانة الدورية
معظم العقارات القديمة في مصر تعاني من إهمال الصيانة، حيث يتم تأجيل أعمال الترميم بسبب نقص التمويل أو التجاهل من قبل الملاك.
ضعف الرقابة الهندسية
رغم وجود قوانين تنظم البناء، فإن ضعف الرقابة الهندسية خلال عمليات التشييد يفسح المجال أمام استخدام مواد غير مطابقة للمواصفات.
- ردود الفعل الحكومية والشعبية
الإجراءات الحكومية
بعد الحادثة، أعلنت محافظة الإسكندرية عن فتح تحقيق عاجل لمعرفة أسباب الانهيار ومحاسبة المسؤولين. كما تم تكليف لجنة هندسية لمعاينة العقارات المجاورة للتأكد من سلامتها.
غضب شعبي
أثار هذا الحادث موجة غضب بين المواطنين الذين أعربوا عن استيائهم من تكرار هذه الحوادث المؤلمة. ووجهت انتقادات للحكومة بسبب تأخرها في تنفيذ قرارات إزالة العقارات المخالفة واتخاذ إجراءات وقائية.
- توصيات الخبراء لمنع تكرار الكارثة
تشديد الرقابة
يشدد الخبراء على ضرورة تعزيز دور الرقابة الهندسية خلال مراحل البناء، مع فرض عقوبات صارمة على المخالفين.
إعادة تقييم العقارات القديمة
ينبغي على الجهات المعنية إجراء فحص شامل للعقارات القديمة وتحديد حالتها الهيكلية، مع توفير الدعم اللازم لترميمها أو إزالتها إذا لزم الأمر.
إطلاق برامج تمويل للترميم
يقترح الخبراء إنشاء برامج تمويل موجهة لترميم العقارات القديمة، بما يخفف العبء المالي عن الملاك ويساهم في الحفاظ على سلامة المباني.
- كيف يمكن للمجتمع المساهمة في الحل؟
لا تقع المسؤولية فقط على عاتق الحكومة؛ بل يمكن للمجتمع أن يلعب دوراً مهماً في منع تكرار مثل هذه الكوارث من خلال:
الإبلاغ عن أي مظاهر تصدع أو بناء مخالف.
الالتزام بعدم السكن في عقارات متهالكة دون التأكد من سلامتها.
الضغط على السلطات المحلية لتنفيذ قرارات الإزالة والترميم.
الخاتمة: ضرورة التحرك الفوري
تمثل حادثة انهيار العقار بالإسكندرية دعوة عاجلة للتحرك السريع والحاسم لمنع تكرار هذه المآسي. مع تحسين الرقابة الهندسية وتنفيذ القوانين بصرامة، يمكن تجنب مثل هذه الكوارث في المستقبل. وفي النهاية، يبقى الأمل أن تشهد المدن المصرية مستقبلاً أكثر أماناً وتطوراً عمرانياً يليق بالمواطنين.
